أحمد الله تعالى ، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه 00بعد
فنحن في حال اشتد فيه الهم وعظم فيه البلاء ، ولا منجى من الله إلا إليه
فما أشد حاجتنا إلى أن نقف بين يديه في افتقار وذلة وتضرع واستكانة ، لعله
– سبحانه – يكشف ما نحن فيه من ضر ، فهو وحده القادر على كل شيء ، يعطي
ويمنع ـ ويخفض ويرفع ، ويعز ويذل ، قال سبحانه ( قل اللهم مالك الملك تؤتي
الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير
إنك على كل شي ء قـدير ) [آل عمران /26 ]
وهو – عز وجل – أمرنا أن نتقرب إليه بالدعاء لأنه يعلم ضعفنا وعجزنا ،
فقال تعالى : ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ) [الأعراف
/55 ]
ومن آداب الدعاء أن نغتنم الأوقات الشريفة كيوم الجمعة من كل أسبوع ، ووقت
السحر من ساعات الليل ، وان نغتنم الأحوال الشريفة كحال نزول المطر وأن
نفتتح الدعاء ونختتمه بذكر الله والصلاة والسلام على رسوله –صلى الله عليه
وسلم – وأن نجرد القلوب من الهوى0
إن الدعاء أمضى سلاح ، به يكون النصر ، وبه تفرج الكروب ، فعن ثوبان – رضي
الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ( لا يرد القضاء إلا
الدعاء ، ولا يزيد العمر إلا البر ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم0