السلام
عليكم ورحمة
الله وبركاته..
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمدلله رب
العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد صلى
الله عليه
وسلم وآله وصحبه أجمعين .. وبعد
ما ينفع المسلم بعد وفاته وما
يضيره ..
إن العبد ليفرح حينما تأتيه الحسنات تلو الحسنات، وهو في
قبره، من قريب أو
صديق، أو من ثواب علم خلفه، أو صدقة أقامها.
ولقد
بشر المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن هناك صنفا من الناس تجري عليهم
أجورهم
بعد موتهم.
فهؤلاء ماتوا ولكن لم تمت حسناتهم من بعدهم
فهنيئا لهم على ما قدموا.
أولا: ما ينفعه
من كسب غيره.
الصلاة عليه.
قال
الرسول صلى الله عليه وسلم : « ما من رجل مسلم يموت، فيقام على جنازته
أربعون
رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفّعهم الله فيه » . وقال صلى الله
عليه وسلم : « ما من ميت تصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم
يشفعون
له إلا شُفّعوا فيه » (رواهما مسلم، وغيره).
قال ابن القيم: «
ومقصود الصلاة على الجنازة هو الدعاء للميت » (زاد المعاد
1/505).
وأفضل
ما جاء من الصيغ وأجمعها حديث عوف بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: صلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة، فحفظت من دعائه..
وهو
يقول: « اللهم اغفر له، وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع
مدخله،
واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب
الأبيض
من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله،
وزوجاً
خيراً من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النار
».
قال الراوي: حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت. (رواه مسلم).
الوقوف عند قبر الميت والدعاء له والاستغفار.
لحديث
ابن عمر ـ رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا وضع
الميت
في القبر قال: « بسم الله، وعلى سنة رسول الله » (أخرجه أبو داود
وصححه
الألباني).
ولحديث عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ قال: كان النبي
صلى الله عليه وسلم
إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: « إستغفروا
لأخيكم، وسلوا له التثبيت،
فإنه الآن يسأل» (رواه أبو داود، وصححه
الألباني).
الدعاء للميت عند زيارة المقابر.
لقوله صلى
الله عليه وسلم إذا زار المقابر: «السلام على أهل الديار من
المؤمنين
والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء
الله
بكم لاحقون» (رواه مسلم).
قال النووي : «أجمع العلماء على أن
الدعاء للأموات ينفعهم ويصل ثوابه
إليهم».
وذكر الشيخ القاسمي: «إن
من حقوق الاخوة والصحبة أن تدعو له في حياته
ومماته، بكل ما يحبه لنفسه
ولأهله وكل متعلق به، كما تدعو لنفسك».