الإختلاف في الصلاة على غير النبى وسائر الأنبياء عليهم السلام
كاتب الموضوع
رسالة
راجية رضى الله مشرفة القسم الأسلامى
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 207العمر : 41تاريخ التسجيل : 11/02/2010نقاطك التى اكتسبتها : 10883دعــائــى :
موضوع: الإختلاف في الصلاة على غير النبى وسائر الأنبياء عليهم السلام 27.02.10 4:54
الاختلاف في الصلاة على غير النبي وسائر الأنبياء عليهم السلام يقول الله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }الأحزاب56
-قال القاضي وفقه الله : عامة أهل العلم متفقون على جواز الصلاة على غير النبي . -وروي عن إبن عباس أنه لا تجوز الصلاة على غير النبي. -وروي عنه : لا تنبغي الصلاة على أحد إلا النبيين . -وقال سفيان : يكره أن يصلي إلا على نبي . ووجدت بخط بعض شيوخي : مذهب مالك أنه لايجوز أن يصلي على أحد من ألأنبياء سوى محمد ، و هذا غير معروف من مذهبه ، وقد قال مالك في المبسوطة ليحيى بن إسحاق : أكره الصلاة على غير الأنبياء ، وما ينبغي لنا أن نتعدى ما أمرنا به . -وقال يحيى بن يحيى : لست آخذ بقوله ، ولا بأس بالصلاة على الأنبياء كلهم وعلى غيرهم ، واحتج بحديث ابن عمر ، وبما جاء في حديث تعليم النبي الصلاة عليه ، و فيه : وعلى أزواجه ، وعلى آله. -وقد جاء معلقاً عن أبي عمران القابسي : روي عن ابن عباس ما كراهة الصلاة على غير النبي ، قال : وبه نقول . ولم تكن تستعمل فيما مضى . -وقد روى عبد الرزاق عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله : صلوا على أنبياء الله ورسله ، فإن الله بعثهم كما بعثني . -قالوا : والأسانيد عن ابن عباس لينة ، والصلاة في لسان العرب بمعنى الترحم والدعاء ، وذلك على الإطلاق حتى يمنع منه حديث صحيح أو إجماع . - وقد قال الله تعالى : (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً) (الأحزاب : 43 ) - وقال : (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (التوبة : 103 ) - وقال : (أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة : 157 ). - وقال النبي : اللهم صل على آل أبي أوفى ، وكان إذا أتاه قوم بصدقتهم ، قال : اللهم صل على آل فلان . - وفي حديث الصلاة : اللهم صل على محمد ، و على أزاوجه و ذريته . -وفي حديث آخر : وعلى آل محمد : قيل أتباعه ، وقيل : آل بيته . وقيل : أمته . وقيل : الأتباع ، والرهط ، والعشيرة . وقيل : آل الرجل ولده . وقيل : قومه . وقيل : أهله الذين حرمت عليهم الصدقة . -وفي رواية أنس : سئل النبي : من آل محمد ؟ قال : كل تقي . -ويجي على مذهب الحسن أن المراد بآل محمد ـ محمد نفسه ، فإنه كان يقول في صلاته على النبي : اللهم اجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد ـ يريد نفسه ، لآنه كان لا يخل بالفرض ، ويأتي بالنفل ، لأن الفرض الذي أمر الله تعالى به هو الصلاة على محمد نفسه . وهذا مثل قوله : لقد أوتي مزمارا من مزامير آل داود يريد من مزامير داود . -وفي حديث أبي حميد الساعدي في الصلاة : اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته . -وفي حديث ابن عمر أنه كان يصلي على النبي ، وعلى أبي بكر وعمر ـ ذكره مالك في الموطأ من رواية يحيى الأندلسي . والصحيح من رواية غيره : ويدعو لأبي بكر وعمر . -وروى ابن وهب ، عن أنس بن مالك : كنا ندعو لأصحابنا بالغيب ، فنقول : اللهم اجعل منك على فلان صلوات قوم أبرار الذين يقومون بالليل ويصومون بالنهار .
*قال القاضي أبو الفضل : والذي ذهب إليه المحققون ، وأميل إليه ما قاله مالك وسفيان رحمهما الله ، وروي عن ابن عباس ، واختاره غير واحد من الفقهاء والمتكلمين ـ أنه لا يصلى على غير الأنبياء عند ذكرهم ، بل هو شيء يختص به الأنبياء ، توقيراً لهم وتعزيزاً ، كما يخص الله تعالى عند ذكره بالتنزيه والتقديس والتعظيم ، ولا يشاركه فيه غيره ، كذلك يجب تخصيص النبي وسائر الأنبياء بالصلاة والتسليم ، ولا يشارك فيه سواهم ، كما أمر الله به بقوله :( صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب : 56 ) -ويذكر من سواهم من الأئمة وغيرهم بالغفران والرضا ، كما قال تعالى (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (الحشر : 10 ) -وقال : (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة : 100 ) -وأيضاً فهو أمر لم يكن معروفاً في الصدر الأول ، كما قال أبو عمران ، وإنما أحدثته الرافضة والمتشيعة في بعض الأئمة ، فشاركوهم عند الذكر لهم بالصلاة ، وساووهم بالنبي في ذلك . وأيضاً فإن التشبيه بأهل البدع منهي عنه ، فتجب مخالفتهم فيما التزموه من ذلك . -وذكر الصلاة على الآل والأزواج مع النبي بحكم التبع والإضافة إليه لا على التخصيص. -قالوا : وصلاة النبي على من صلى عليه مجراها مجرى الدعاء والمواجهة ، ليس فيها معنى التعظيم و التوقير . -قالوا : وقد قال تعالى : (لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم) (النور : 63 )، فكذلك يجب أن يكون الدعاء له مخالفاً لدعاء الناس بعضهم لبعض . وهذا اختيار الإمام أبي المظفر الإسفرايني من شيوخنا ، وبه قال ابن عبد البر .
وقفة مع الشيخ الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله في جلاء الأفهام
الإختلاف في الصلاة على غير النبى وسائر الأنبياء عليهم السلام