مــنـتـديــات دعـــوه صــالــحــه
خلافة أبى جعفر المنصور 627164500
مــنـتـديــات دعـــوه صــالــحــه
خلافة أبى جعفر المنصور 627164500
مــنـتـديــات دعـــوه صــالــحــه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الصفحة الرئيسيةأحدث الصورالرئيسيةرفع الصور مجانا بدون حذف نهائياًأتصل بناالتسجيلدخول

 

 خلافة أبى جعفر المنصور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Da3waSal7a
مؤسس الموقع
مؤسس الموقع
Da3waSal7a


الدولة : خلافة أبى جعفر المنصور 1egypt10
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1262
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 03/01/2010
نقاطك التى اكتسبتها : 13439
المزاج : خلافة أبى جعفر المنصور Pi-ca-50
دعــائــى : خلافة أبى جعفر المنصور 518

خلافة أبى جعفر المنصور Empty
مُساهمةموضوع: خلافة أبى جعفر المنصور   خلافة أبى جعفر المنصور Icon_minitime104.02.10 22:43

خلافة أبى جعفر المنصور 871232
خلافة أبى جعفر المنصور
(136 - 158هـ/ 754 - 775م)
يعتبر أبو جعفر المنصور المؤسس الحقيقى لدولة بنى العباس وإن تولَّى الخلافة بعد أخيه أبى العباس (سنة 136هـ/ 754م).
ترى لماذا يُعَدُّ أبو جعفر المنصور المؤسس الأول على الرغم من أنه الخليفة العباسى الثانى؟
إن
"أبا جعفر المنصور" بذل جهودًا عظيمة لتدعيم الأسرة العباسية فى الحكم،
وإعلاء شأن الخلافة، وإضفاء روح المهابة والإجلال على الدولة فى الداخل
والخارج.
لقد بُويع بالخلافة بعد عودته من الحج ووفاة أخيه أبى العباس،
بايعه أهل العراق وخراسان وسائر البلاد سوى الشام التى كان عمه "عبد الله
بن على" أميرًا، فقد رفض مبايعته اعتقادًا منه بأنه أولى بالخلافة، فما
كان من أبى جعفر إلا أن أرسل إليه القائد "أبا مسلم الخراسانى" ومعه جماعة
من أمراء بنى العباس فهزموهم هزيمة منكرة، وخضعت بلاد الشام لأبى جعفر.
نهاية أبى مسلم الخراسانى:
وبدأ
الجو يصفو لأبى جعفر بعد مقتل عمه "عبد الله" إلا من بعض الإزعاج الذى كان
يسببه له أبو مسلم الخراسانى؛ وبسبب مكانته القوية فى نفوس أتباعه،
واستخفافه بالخليفة المنصور، ورفضه المستمر للخضوع له؛ فأبو مسلم يشتد
يومًا بعد يوم، وساعده يقوى، وكلمته تعلو، أما وقد شم منه رائحة خيانة
فليكن هناك ما يوقفه عند حده، وهنا فكر المنصور جديّا فى التخلص منه.
وقد
كان، فأرسل إلى أبى مسلم حتى يخبره أن الخليفة ولاه على مصر والشام، وعليه
أن يوجه إلى مصر من يختاره نيابة عنه، ويكون هو بالشام ؛ ليكون قريبًا من
الخليفة وأمام عينيه وبعيدًا عن خراسان ؛ حيث شيعته وموطن رأسه، إلا أن
أبا مسلم أظهر سوء نيته، وخرج على طاعة إمامه، ونقض البيعة، ولم يستجب
لنصيحة أحد، فأغراه المنصور حتى قدم إليه فى العراق، وقتله فى سنة 137هـ/
756م، ولأن مقتل رجل كأبى مسلم الخراسانى قد يثير جدلا كبيرًا، فقد خطب
المنصور مبينًا حقيقة الموقف، قال: "أيها الناس، لا تخرجوا من أنس الطاعة
إلى وحشة المعصية، ولا تمشوا فى ظلمة الباطل بعد سعيكم فى ضياء الحق، إن
أبا مسلم أحسن مبتدئًا وأساء معقبًا، فأخذ من الناس بنا أكثر مما أعطانا،
ورجح قبيح باطنه على حسن ظاهره، وعلمنا من خبيث سريرته وفساد نيته ما لو
علمه اللائم لنا فيه لعذرنا فى قتله، وعنفنا فى إمهالنا، فما زال ينقض
بيعته، ويخفر ذمته حيث أحل لنا عقوبته، وأباحنا دمه، فحكمنا فيه حكمه لنا
فى غيره، ممن شق العصا، ولم يمنعنا الحق له من إمضاء الحق فيه". ومع ذلك
فلم تهدأ الأمور، ولم يصفُ الجو لأبى جعفر المنصور كما كان يتوقع.
ثورة سُنباد:
كان
ممن غضب لمقتل أبى مسلم الخراسانى، رجل مجوسى اسمه "سُنباد"، فثار والتف
حوله الكثيرون من أهل "خراسان"، فهجموا على ديار المسلمين فى "نيسابور"
و"قومس" و"الرى"، فنهبوا الأموال وقتلوا الرجال وسبوا النساء، ثم تبجحوا،
فقالوا: إنهم عامدون لهدم الكعبة، فأرسل إليهم المنصور جيشًا بقيادة جمهور
ابن مرار العجلى، فهزمهم واستردَّ الأموال والسبايا، ولا يكاد أبو جعفر
يتخلص من "سنباد" سنة 137هـ/ 756م، حتى واجه ثائرًا ينادى بخلع المنصور..
تعلمون من هو؟!
إنه "جمهور بن مرار العجلي" قائد جيوش المنصور التى هزمت "سنباد".. فكيف كان هذا؟
لما
هزم "جمهور" سنباد، واسترد الأموال، كانت خزائن أبى مسلم الخراسانى من
بينها، فطمع "جمهور"، فلم يرسل المال إلى الخليفة المنصور، بل ونقض البيعة
ونادى بخلع المنصور، فماذا كان؟
أرسل المنصور القائد الشجاع "محمد بن
الأشعث" على رأس جيش عظيم، فهزم "جمهورًا" وفر هاربًا إلى "أذربيجان"،
وكانت الموقعة فى سنة 137هـ/ 756م.
ثورات الخوارج:
ترى هل صفا الجو
للمنصور بعد هذا ؟ لا.. فلقد كانت هناك ثورات وثورات تهدد الحياة وتحول
دون الاستقرار والأمن. كما كانت هناك ثوارت للخوارج الذين أصبحوا مصدر
إزعاج للدولة العباسية.
لقد خرج آنذاك "مُلَبّد بن حرملة الشيبانى" فى
ألف من أتباعه بالجزيرة من العراق، وانضم إليه الكثيرون، فغلب بلادًا
كثيرة، إلى أن تمكنت جيوش المنصور بقيادة خازم بن خزيمة من هزيمته فى سنة
138هـ/ 757م.
وتحرك الخوارج مرة ثانية فى خلافة المنصور سنة 148هـ
بالموصل تحت قيادة "حسا بن مجالد الهمدانى"، إلا أن خروجه هو الآخر قد باء
بالفشل.
وواجه الخليفة المنصور العباسى ثورات منحرفة لطوائف من
الكافرين، ففى سنة 141هـ/ 759م.. واجه المنصور ثورة أخرى لطائفة من
الخوارج يقال لها "الراوندية" ينتسبون إلى قرية "راوند" القريبة من أصفهان.
إنهم
يؤمنون بتناسخ الأرواح، ويزعمون أن روح آدم انتقلت إلى واحد يسمى "عثمان
بن نهيك" وأن جبريل هو الهيثم بن معاوية -رجل من بينهم-، بل لقد خرجوا عن
الإسلام زاعمين أن ربهم الذى يطعمهم ويسقيهم هو "أبو جعفر المنصور"،
فراحوا يطوفون بقصره قائلين: هذا قصر ربنا. ولم يكن ينفع هؤلاء إلا
القتال، فقاتلهم المنصور حتى قضى عليهم جميعًا بالكوفة.
ثورة محمد "النفس الزكية":
من
أخطر الثورات التى واجهت المنصور خروج محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن
بن على، وكان من أشراف بنى هاشم علمًا ومكانة، وكان يلقب بـ "النفس
الزكية" فاجتمع العلويون والعباسيون معًا وبايعوه أواخر الدولة الأموية،
وكان من المبايعين "المنصور" نفسه، فلما تولى الخلافة لم يكن له هم إلا
طلب محمد هذا خشية مطالبته بطاعة هؤلاء الذين بايعوه من قبل، وهنا خرج
"محمد" النفس الزكية بالمدينة سنة 145هـ/763م، وبويع له فى كثير من
الأمصار. وخرج أخوه "إبراهيم" بالبصرة، واجتمع معه كثير من الفقهاء، وغلب
أتباعه على "فارس" و"واسط" و"الكوفة"، وشارك فى هذه الثورة كثير من
الأتباع من كل الطوائف.
وبعث المنصور إلى "محمد النفس الزكية" يعرض
عليه الأمن والأمان له ولأولاده وإخوته مع توفير ما يلزم له من المال،
ويرد "محمد" بأن على المنصور نفسه أن يدخل فى طاعته هو؛ ليمنحه الأمان.
وكانت
المواجهة العسكرية هى الحل بعد فشل المكاتبات، واستطاعت جيوش أبى جعفر أن
تهزم "النفس الزكية" بالمدينة وتقتله، وتقضى على أتباع إبراهيم فى قرية
قريبة من الكوفة وتقتله.
ثورة كافر خراسان:
ويظل مسلسل الثورات
يتوالى على مر الأيام، ففى سنة 150هـ يخرج أحد الكفرة ببلاد خراسان
ويستولى على أكثرها، وينضم له أكثر من ثلاثمائة ألف، فيقتلون خلقًا كثيرًا
من المسلمين، ويهزمون الجيوش فى تلك البلاد، وينشرون الفساد هنا وهناك،
ويبعث أبوجعفر المنصور بجيش قوامه أربعون ألفا بقيادة "خازم بن خزيمة"،
فيقضى على هؤلاء الخارجين، وينشر الأمن والاستقرار فى ربوع خراسان.
بناء بغداد:
وراح
المنصور يواصل ما بدأ به.. راح يبنى ويعمر بعد أن خَلا الجو، ودانت له
البلاد والعباد، لقد فكر -منذ توليه- فى بناء عاصمة للدولة العباسية يضمن
من خلالها السيطرة على دولته، وإرساء قواعدَ راسخة لها.
فشرع فى بناء
بغداد سنة 145هـ على الضفة الغربية لنهر دجلة عند أقرب نقطة بين دجلة
والفرات، لتصبح ملتقى الطرق القادمة من الشام شمالا، ومن الصين شرقًا، ومن
طوائف مصر، ومن الحجاز جنوبًا، إلى جانب موقعها العسكرى الخطير، فهى بين
نهرى الفرات ودجلة، فلا وصول إليها إلا على جسر أو قنطرة، فإذا قطع الجسر
وخربت القنطرة لم يتمكن معتدٍ من الوصول إليها، ولبغداد مزايا أخرى عديدة،
أغرت المنصور بالإسراع فى بنائها، فراح أبو جعفر يأمر بإحضار الفعلة
والصناع من بلاد العالم؛ ليحققوا نهضة، وليقيموا حضارة، وليصنعوا المستقبل
لدولة الإسلام والمسلمين. وكان مِنْ بين مَنْ استعان بهم المنصور فى ضبط
العمل ببغداد: الإمام الجليل أبو حنيفة النعمان.
ووضع المنصور بنفسه
أول لبنة وهو يقول: باسم الله، والحمد لله، وإن الأرض لله يورثها من يشاء
من عباده والعاقبة للمتقين. ثم قال: ابنوا على بركة الله.
وكان الإمام
الأعظم أبو حنيفة النعمان هو القائم على بناء المدينة والمتولى لضرب
اللبن. وأصبحت بغداد عاصمة لها شأنها بين عواصم العالم.
وكانت بغداد
تتمتع بالطرق الواسعة النظيفة التى تمتد إليها المياه من فروع نهر دجلة فى
قنوات مخصوصة تمتد بالشوارع صيفًا وشتاءً، وكانت شوارعها تكنس كل يوم،
ويحمل ترابها خارجها، وعيَّن المنصور على أبوابها جندًا يحفظون الأمن بها،
فصانها وحفظ لها نظامها ونظافتها من الداخل، وقد فرغ من بناء بغداد وسورها
وأسواقها وخندقها بعد 4 سنوات أى سنة 149هـ/ 766م.
وأمام كثرة النازحين
إلى عاصمة الخلافة أجمل مدن العالم آنذاك، كان لابد أن يهتمَّ المنصور
ببناء سوق يضم أصحاب الصناعات والتجار والباعة. وفعلا بنيت "الكرخ" سنة
157هـ/ 774م لتظل عاصمة الخلافة محتفظة بجمالها وسحرها وتألقها.
وكانت
الكرخ سوقًا نموذجية، فلكل تجارة سوق خاصة بها، ولم يبقَ إلا أن يبنى
المنصور مسجدًا جامعًا يجتمعون فيه حتى لايدخلوا بغداد، فبنى للعامة
جامعًا، وهو غير جامع المنصور الذى كان يلى القصر، وفى سنة 151هـ/ 768م
يبنى المنصور مدينة أخرى لابنه المهدى على الضفة الشرقية لنهر دجلة وهى
مدينة "الرصافة" ثم بنى "الرافقة" وكانت هاتان المدينتان صورة من بغداد.
العدل أساس الملك:
وإلى جانب هذه النهضة العمرانية راح المنصور يسهر على تنفيذ طائفة من الإصلاحات الداخلية على مستوى الدولة العباسية كلها.
وإذا
كان العدل أساس الملك، فإن الذين يقومون على العدل ينبغى أن يتم اختيارهم
بعيدًا عن الهوى والمصالح. روى أن "الربيع ابن يونس" وزير "أبى جعفر" قال
له ذات يوم: إن لفلان حقّا علينا؛ فإن رأيت أن تقضى حقه وتوليه ناحية.
فقال المنصور:
يا ربيع، إن لاتصاله بنا حقّا فى أموالنا لا فى أعراض
الناس وأموالهم. ثم بين للربيع أن لا يولى إلا الأكفاء، ولا يؤثر عليهم
أصحاب النسب والقرابة. وكان يقول: ما أحوجنى أن يكون على بابى أربعة نفر،
لا يكون على بابى أعف منهم، هم أركان الدولة، ولا يصلح الملك إلا بهم:
أما أحدهم: فقاض لا تأخذه فى الله لومة لائم.
والآخر: صاحب شرطة ينصف الضعيف من القوى.
والثالث: صاحب خراج، يستقضى ولا يظلم الرعية، فإنى عن ظلمها غنى.
ثم
عض على إصبعه السبابة ثلاث مرات، يقول فى كل مرة: آه. آه. قيل: ما هو يا
أمير المؤمنين؟ قال: صاحب بريد يكتب خبر هؤلاء على الصّحَّة (رجل يخبرنى
بما يفعل هؤلاء لا يزيد ولا ينقص).
هكذا كان المنصور حريصًا على إقامة
العدل، ووضع الرجل المناسب فى المكان المناسب، وإلى جانب هذا، فقد كان
يراقب عماله وولاته على الأقاليم، ويتتبع أخبارهم أولا بأول، ويتلقَّى
يوميّا الكتب التى تتضمن الأحداث والوقائع والأسعار ويبدى رأيه فيها،
ويبعث فى استقدام من ظُلم ويعمل على إنصافه متأسيًا فى ذلك بما كان يفعل
الخليفة الثانى عمر بن الخطاب -رضى الله عنه-!
العناية بالمساجد:
وأعطى
المنصور كل العناية للمساجد، خاصة المسجد الحرام، فعمل على توسعته سنة
140هـ، وسار إلى بيت المقدس بعد أن أثر فيه ذلك الزلزال الذى حدث بالشام،
فأمر بإعادة بنائه مرة أخرى، وبنى المنصور مسجدًا بمنى وجعله واسعًا، يسع
الذين يقفون فى منى من حجاج بيت الله، وشهدت مدن الدولة الكبرى نهضة
إنشائية وعمرانية، روعى فيها بناء العديد من المساجد فى البصرة والكوفة
وبغداد وبلاد الشام وغيرها من أقاليم الدولة.
العناية بالاقتصاد:
يذكر
التاريخ للمنصور- إلى جانب هذه النهضة الإصلاحية العمرانية- اهتمامه
بالزراعة والصناعة وتشجيعه أصحاب المهن والصناعات، وتأمينه خطوط التجارة
والملاحة فى الخليج العربى حتى الصين من خطر القراصنة الهنود الذين كانوا
يقطعون طرق التجارة، ويقتلون التجار، ويستولون على الأموال، وراح قُواده
يؤدبون هؤلاء اللصوص. وكثيرًا ما يعود قواد البحر بالغنائم والأسرى حتى
انقطعت القرصنة بعد سنة 153هـ/ 770م، ولقد تم فى عهده إعادة فتح "طبرستان"
سنة 141هـ/ 759م، فيما وراء النهر.
العناية بالحدود:
أعطى المنصور
اهتمامًا بالغًا بجهة الشمال؛ فراح يأمر بإقامة التحصينات والرباطات على
حدود بلاد الروم الأعداء التقليديين للدولة الإسلامية.
وكانت الغزوات
المتتابعة سببًا فى أن ملك الروم راح يطلب الصلح، ويقدم الجزية صاغرًا سنة
155هـ. ولا ننسى للمنصور حملته التأديبية على قبرص لقيام أهلها بمساعدة
الروم، ونقضهم العهد الذى أخذوه على أنفسهم يوم أن فتح المسلمون قبرص.
هذا هو "المنصور"، وهذه هى إصلاحاته فى الداخل والخارج رحمه الله رحمة واسعة، لقد كان يعرف لنفسه حقها، وللناس حقهم، ولربه حقه.
وصية المنصور:
لقد
ذهب ليحج سنة 158هـ/ 775م، فمرض فى الطريق، وكان ابنه محمد "المهدى" قد
خرج ليشيعه فى حجه، فأوصاه بإعطاء الجند والناس حقهم وأرزاقهم ومرتباتهم،
وأن يحسن إلى الناس، ويحفظ الثغور، ويسدد دينًا كان عليه مقداره ثلاثمائة
ألف درهم، كما أوصاه برعاية إخوته الصغار، وقبل أن يدخل مكة لقى ربه ليقول
له: إننى تركت خزانة بيت مال المسلمين عامرة، فيها ما يكفى عطاء الجند
ونفقات الناس لمدة عشر سنوات.
رحمه الله، كان يلبس الخشن، ويرقع القميص
ورعًا وزهدًا وتقوى، ولم يُرَ فى بيته أبدًا لهو ولعب أو ما يشبه اللهو
واللعب، ويذهب المنصور إلى رحمة الله.
وتعالوا بنا نقرأ وصية أبى جعفر المنصور لولده وولى عهده المهدى، قال المنصور لولده المهدى:
"ولدت فى ذى الحجة، ووليت فى ذى الحجة، وقد هجس فى نفسى أنى أموت فى ذى
الحجة من هذه السنة، وإنما حدانى على الحج ذلك، فاتق الله فيما أعهد إليك
من أمور المسلمين بعدى، يجعل لك فى كربك وحزنك فرجًا ومخرجًا، ويرزقك
السلامة وحسن العاقبة من حيث لا تحتسب.
يا بنى: احفظ محمدًا ( فى أمته،
يحفظك الله، ويحفظ عليك أمورك، وإياك والدم الحرام، فإنه حوبٌ (إثم) عند
الله عظيم، وعار فى الدنيا لازم مقيم، والزم الحدود، فإن فيها خلاصك فى
الآجل، وصلاحك فى العاجل، ولا تعتد فيها فتبور، فإن الله تعالى لو علم
شيئًا أصلح منها لدينه وأزجر عن معاصيه لأمرٍ به فى كتابه.
واعلم أن من
شدة غضب الله لسلطانه، أنه أمر فى كتابه بتضعيف العذاب والعقاب على من سعى
فى الأرض فسادًا، مع ما ادّخر له عنده من العذاب العظيم، فقال: (إِنَّمَا
جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي
الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ
أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ
ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ
عَظِيمٌ ) [المائدة: 33].
فالسلطان يا بنى حبل الله المتين، وعروته
الوثقى، ودينه القيم، فاحفظه وحصنه، وذُبَّ عنه، وأوقع بالملحدين فيه،
وأقمع المارقين منه، واقتل الخارجين عنه بالعقاب، ولا تجاوز ما أمر الله
به فى محكم القرآن، واحكم بالعدل ولا تشطط؛ فإن ذلك أقطع للشغب، وأحسم
للعدو، وأنجع فى الدواء، وعفّ عن الفىء، فليس بك إليه حاجة مع ما خلفه
الله لك، وافتتح عملك بصلة الرحم وبر القرابة، وإياك والأثرة والتبذير
لأموال الرعية، واشحن الثغور، واضبط الأطراف، وأمّن السبل، وسكن العامة،
وأدخل المرافق عليهم، وادفع المطاردة عنهم، وأعد الأموال واخزنها، وإياك
والتبذير، فإن النوائب غير مأمونة، وهى من شيم الزمان، وأعد الكراع
والرجال والجند ما استطعت، وإياك وتأخير عمل اليوم إلى الغد، فتتدارك عليك
الأمور وتضيع، جد فى إحكام الأمور النازلات لأوقاتها أولا فأولا، واجتهد
وشمر فيها، وأعد رجالا بالليل لمعرفة ما يكون بالنهار، ورجالا بالنهار
لمعرفة ما يكون بالليل، وباشر الأمور بنفسك، ولا تضجر ولا تكسل، واستعمل
حسن الظن بربك، وأسئ الظن بعمالك وكتَّابك، وخذ نفسك بالتيقظ، وتفقد من
تثبت على بابك، وسهِّل إذنك للناس، وانظر فى أمر النزاع إليك، ووكل بهم
عينًا غير نائمة، ونفسًا غير لاهية، ولا تنم، وإياك، فإن أباك لم ينم منذ
ولى الخلافة، ولا دخل عينه النوم إلا وقلبه مستيقظ.
يا بنى: لا يصلح
السلطان إلا بالتقوى، ولا تصلح الرعية إلا بالطاعة، ولا تعمر البلاد بمثل
العدل، هذه وصيتى إليك، والله خليفتى عليك".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://da3wasal7a.yoo7.com
 
خلافة أبى جعفر المنصور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مــنـتـديــات دعـــوه صــالــحــه :: القسم الاسلامى :: التاريخ الأسلامى والتراجم-
انتقل الى:  
أقسام المنتدى

القرآن الكريم وتفسيره | الأسلامى العام | علوم الأسلام | علوم القرآن | الحديث وعلومة | الفقة وأصولة | التوحيد والعقيدة | شباب الأسلام | محمد نبينا .. للخير ينادينا | الكتب الأسلامية | الأدعيه الأناشيد الدينية | التاريخ الأسلامى والتراجم | الصوتيات والمرئيات | يوتيوب دعوه صالحه | المرحلة الأبتدائية | الصف الأول والثانى والثالث الأبتدائى | الصف الرابع والخامس والسادس الأبتدائى | المرحلة الأعدادية | الصف الأول الأعدادى | الصف الثانى الأعدادى | الصف الثالث الأعداى | المرحلة الثانوية | الصف الأول الثانوى | المرحلة الأولى | المرحلة الثانيةالمواد المشتركة للمرحلتين | معمل تجارب دعوه صالحه | لغات العالم | اللغة العربية | اللغة الأنجليزية | اللغة الفرنسية | اللغة الألمانية | لغات أخرى | عالم آدم وحواء | عالم آدم | عالم حواء | الصحة العامة | التمارين الرياضة | صحة الطفل | مشكلات نفسية | العلاج بالأعشاب | أثاث وديكور المنزل | الأشغال المنزلية | الفن و الأشغال اليدوية | الخياطة والتطريز | الكروشيه و التريكو | أطباق ومأكولات | أخبار | اخبار الرياضة | اخبار داخل مصر | اخبار العالم | العاب الكمبيوتر | العاب أون لاين | العاب البلايستيشن | العاب كتابية | خمسة فرفشة | المسابقات والألغاز | الترحيب والتعارف | برامج الكمبيوتر | برامج النت | نسخ الويندوز | بـرامـج الــدش | نغمات المحمول | برامج المحمول | مقاطع البلتوث | رسائل الموبيل | طلبات منتديات فى بى |التطوير والمساعدة لاحلى منتدى |الاسئلة الشائعة لأحلى منتدى | تقنيات متقدمة | اشهار المنتديات | تبادل أعلانات | تبادل التسجيل | طلبات التصاميم | طلبات الأعضاء وشروحات المنتدى | طلبات ألأشراف|المخالفات والشكاوى | سلة المهملات|

منتديات سمر وشهد
اعلان نصى اعلان نصىاعلان نصىاعلان نصىاعلان نصى اعلان نصىاعلان نصى
اعلان نصى اعلان نصى اعلان نصىاعلان نصىاعلان نصىاعلان نصى اعلان نصىاعلان نصى
اعلان نصىاعلان نصىاعلان نصىاعلان نصىاعلان نصىاعلان نصىاعلان نصىاعلان نصى

جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دعوه صالحه
2012
-2011