سليمان :تعرضت لمؤامرة.. ولن أهرب من مصر |
|
|
فجأة.. وجد إبراهيم سليمان نفسه محاصرا بالاتهامات من كل ناحية, والكل يفتح عليه النيران علي كل الجبهات, فالرجل لم يتخيل للحظة واحدة أن يقف متهما أمام جهات التحقيق والرأي العام وهو من كان يجلس متربعا علي كرسي الوزارة طيلة 12 عاما كاملة . |
|
|
|
|
بعدها
خرج منها معززا مكرما وفضل الوزير السابق أن يؤثر
الصمت.. يعيش بعيدا عن أضواء الإعلام وزخارفه وكأنه أراد أن
يعيش في كوكب آخر بعيدا عن جاذبية الأرض لكنه انجرف إليها رغما عنه ودخل
دائرة الضوء مرة أخري لكن في هذه المرة متهما بعد بلاغات النائب علاء
عبدالمنعم وتقرير هيئة الرقابة الإدارية الذي فجر قنابل من العيار الثقيل
في وجه وزير الإسكان السابق, فأصبحت قضية الدكتور محمد إبراهيم
سليمان هي قضية الموسم.
إنه الوزير السابق المتهم بتخصيص أراضي الدولة بالمحسوبية والرشوة
والمجاملة لأفراد أسرته ولعدد من رجال الأعمال بالمخالفة للقانون واستغلال
منصبه الوزاري في تخصيص الأراضي مقابل رشاوي مادية ومبالغ مالية في صورة
شراء عقارات مملوكة لأسرته بأغلي من سعرها, ولم تكن تلك
الاتهامات الخطيرة هي المفاجأة الوحيدة التي واجهها الوزير السابق بل واجه
أيضا فتوي بطلان تعيينه رئيسا لمجلس إدارة شركة الخدمات البترولية واضطر
لتقديم استقالته من عضوية مجلس الشعب ليفاجأ بعدها بقرار إقالته من شركة
البترول, هكذا لا تأتي المصائب فرادي, وعلي مدي أيام
وأسابيع ماضية ظلت قضية وزير الإسكان السابق تتصدر الصفحات الأولي في
الصحف سواء كانت حكومية أو مستقلة وكانت مادة دسمة لبرامج التوك شو في
الفضائيات ورغم كل هذا الصخب الإعلامي حول القضية فإن بطلها لم يتفوه
بكلمة واحدة إلا أمام نيابة الأموال العامة وهي جهة التحقيق في القضية
وكان الوزير السابق يحاول الهرب من أمام كاميرات المصورين وأسئلة الصحفيين
التي تبحث عن إجابات لها.
ولأن ما حدث وراءه علامات استفهام وتساؤلات فالرجل ترك الوزارة
قبل5 سنوات فما الذي استجد لكي تفتح ملفاته من جديد؟ تحدثت إلي
الوزير السابق إبراهيم سليمان وحصلت منه علي وعد بإجراء حوار صحفي لـ
الأهرام واشترط ـ وله كل الحق ـ أن يكون ذلك بعد مثوله أمام النيابة
العامة للإدلاء بأقواله والدفاع عن نفسه فيما هو منسوب إليه من
اتهامات, وتحدث في أول حوار صحفي له في الصحافة المصرية
والعربية بل وفي كل وسائل الإعلام منذ خروجه من الوزارة في
عام2005 وحتي اليوم بعد أن أصبحت قضيته علي صفيح
ساخن, فكان هذا نص الحوار:
في البداية.. لماذا خرجت من الوزارة بعد12 عاما وزيرا للإسكان؟
* التغيير هو سنة الحياة وكان لابد من الدفع بدماء جديدة وفكر
جديد يعبر عن فكر الأجيال الجديدة الموجودة حتي يكون هناك تواصل
واستمرارية وعطاء وقد خرجت من الوزارة بعد أ ن حققت الكثير من الإنجازات
في أثناء عملي كوزير للإسكان.
وكيف علمت أنك تركت الوزارة؟
* حدثني الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية وشكرني
علي مجهوداتي طوال سنوات عملي في الوزارة وهذا تغيير طبيعي كما قلت لك
وللحق أقول إنني في الفترة الأخيرة كنت قد أجهدت جدا من العمل في وزارة
الإسكان فهي وزارة مهمة وتحتاج إلي الكثير من الجهد والعمل هذا بالإضافة
إلي عامين من الهجوم المتواصل ضدي دون وجه حق.
..ولماذا حصلت علي وسام الجمهورية من الطبقة الأولي؟
* كرمتني القيادة السياسية تقديرا لعطائي ومجهوداتي في خدمة هذا
البلد وحصولي علي الوسام يعد شرفا لي ولأسرتي فأنا ظللت بالوزارة
لمدة12 عاما كاملة وأعتقد أنه ليس هناك وزير ظل في منصبه
الوزاري طيلة هذه المدة إلا القليل, وأنا لم أحزن علي الإطلاق
لترك المنصب واعتبرت أن هذا التكريم وحصولي علي وسام الجمهورية هو أكبر
تقدير لمجهوداتي التي لم تذهب هباء.
هل اعتقدت أن الوسام حماية لك؟
* هذا الكلام غير معقول وغير منطقي فالدولة منحتني الوسام
تقديرا لعطائي ولن تتستر علي أي خطأ مهما تكن صفة مرتكب هذا
الخطأ, فهل أكون مخطئا وأحصل علي وسام!
هل باعت الحكومة الدكتور إبراهيم سليمان في قضيته الأخيرة؟
* علي الإطلاق فالحكومة تقف بجواري وتساندني مليون في المائة
ولكننا في بلد ديمقراطي وعندما يكون هناك اتهام لأي فرد لابد أن يتم
التحقيق معه لإيضاح الحقائق أمام الرأي العام, وأنا قبلت هذا
الموقف الصعب إيمانا مني بتطبيق القانون ومن أجل أن يتأكد الناس من نزاهة
وشرف محمد إبراهيم سليمان.
حتي لو حدث عكس ما تتحدث عنه؟
* بنبرة غاضبة قال الوزير: لن يحدث عكس ما أقول علي
الإطلاق وأتحدي أي شخص يقول غير ذلك, فلم يصدر عني خطأ واحد
طوال فترة عملي وزيرا لأفترض ما تقول وهذا الموضوع الآن هو قيد التحقيقات
أمام نيابة الأموال العامة وأنا أكن لها كل تقدير واحترام وثقتي في الله
كبيرة قبل كل شيء.
لماذا فتحت ملفات الوزير السابق إبراهيم سليمان بعد تركه الوزارة بنحو5 سنوات؟
* لا تنس أن هناك شخصيات كثيرة كانت تطلب أكثر من حقوقها وأنا
وقفت لهم بالمرصاد فهؤلاء يريدون الاستيلاء علي حقوق الدولة واختراق
قوانينها ولم أرضخ لهم ولذلك فهناك ثأر قديم بيننا.