ان يؤذن لكم الي طعام غير نامسألة حجاب النساء اصبحت تفرض نفسها علي العقل الاسلامي و الغير اسلامي بعد ان ركزت عليها بعض الجماعات و اعتبرت ان الحجاب فريضة و البعض قال انها فرض عين و نتج عن ذلك اتهام من لا تحتجب بالخروج عن الدينو المروق بما يستوجب العقاب عن الالحاد -الموت- فما هي حقيقة الحجاب؟؟؟
اية الحجاب:-
الحجاب لغويا هو الساتر و حجب الشئ اي ستره (لسان العرب\ معجم الوسيط)
و الاية القرانية التي وردت عن حجاب النساء تتعلق بزوجات النبي وحده وتعني وضع ساتر بينهن و بين المؤمنين
" يا ايها الذي امنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم الي طعام غير ناظرين اناه و لكن اذا دعيتم فادخلوا فاذا طمعتم فانتشروا و لا مستانسين لحديث ان ذلك كان يؤذي النبي فيستحي منكم و الله لا يستحي من الحق و اذا سألتموهن متاعا فاسالوهن من وراء الحجاب ذلكم اطهر لقلوبكم و قلوبهن و ما كان لكم ظرين اناه و لكن اذا دعيتم فادخلوا فاذا طمعتم فانتشروا و لا مستانسين لحديث ان ذلك كان يؤذي النبي فيستحي منكم و الله لا يستحي من الحق و اذا سألتموهن متاعا فاسالوهن من وراء الحجاب ذلكم اطهر لقلوبكم و قلوبهن و ما كان لكم ان تؤذوا رسول الله و لا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابدا ان ذلكم كان عند الله عظيما "
(الاحزاب 33-53)
القصد من الاية ان يوضع ستر بين زوجات النبي و المؤمنين
هذا الحجاب خاص بزوجات النبي و لا يمتد الي ما ملكت يمينه و لا الجواري و لا بناته
الاية تتضمن 3 احكام:
1- تصرف المؤمنين عندما يدعون الي طعام عند النبي
2- وضع الحجاب بين زوجات النبي و المؤمنين
3- عدم زواج المؤمنين بزوجات النبي من بعده
تفسير القرطبي طبعه دار الشعب ص 5306
اية الخمار:-
" قل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن و يحفظن فروجهن و لا يبدبين زينتهن الا ما ظهر منها و ليضربن بخمرهن علي جيوبهن "
(سورة النور 24-31)
سبب نزول الاية ان النساء وقتذاك كن يغطين رؤوسهن بالاخمرة ويسدلونها من وراء الظهر فيبقي الصدر مكشوف.
(المرجع السابق ص 4622)
علة الحكم هنا تعديل عرف كان قائما وقتها ...فقصدت الاية تغطية الصدر دون وضع زيا بعينه...و ايضا احداث تمييز بين المؤمنات و غير المؤمنات
والامر شبيه (احفوا الشوارب و اطلقوا اللحي )
وهو حديث اجمع الكثير من الفقهاء علي ان القصد منه قصد وقتي أي تمييز المؤمنين من غير المؤمنين(الذين كانوا يفعلون العكس)
فالقصد من الآيتين السابقتين وضع فارق او علامة واضحة بين المؤمنات و غير المؤمنات ( حكم وقتي و ليس مؤبد )
اية الجلابيب:-
"يا ايها النبي قل لأزواجك و بناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن جلابيبهن ذلك ادني ان يعرفن فلا يؤذين"
(الاحزاب 33-59)
سببها ان العربيات كن يكشفن وجوههن كما يفعل الإماء فكن يتبرزن في الصحراء قبل ان تؤخذ الكنف (دورات المياة) في البيوت...فكان يتعرض لهن الفجار ظنا انهم إماء و غير عفيفات و قد شكون للنبي فنزلت الاية لتضع فرقا بين الحرائر و الإماء فلا يؤذين بالقول من فاجر
(المرجع السابق ص 5325)
و قيل ان الجلباب هو الرداء و قيل انه ثوب اكبر من الخمار و لكن الصحيح انه الثوب الذي يستر البدن كله
علة الحكم ان تعرف الحرائر من الاماء فلا يؤذين ...(عمر بن الخطاب كان اذا راي جارية تقنعت ضربها بالدرة محافظة علي زى الحرائر (ابن تيمية –ناصر الدين الالباني-المكتب الاسلامي ص 37)
و ان كانت القاعدة في علم اصول الفقه ان الحكم يدور مع العلة وجودا وعدما فان انتفت العلة انتفي الحكم...
و قول النبي واضح مما سلف ان الايات المشار اليها لا تفيد وجود حكم قطعي بارتداء المؤمنات زيا معينا علي الاطلاق ...
و اسلوب القران في تنفيذ الاحكام هو عدم الاكراه علي تنفيذ احكامه...فانه لا يجوز اكراه أي فتاة علي ارتداء زي معين سواء الاكراه مادي ام معنوي و يكون المكره اثما لاتباعه غير سبيل الاسلام و انتهاجه غير نهج القران...و الحجاب الحقيقي هو منع النفس عن الشهوات و حجب الذات عن الاثام دون ان يرتبط ذلك بلبس معين...
و الحجاب الان شعار سياسي فرض بالجماعات الاسلامية لتميز بعض الفتيات تحت لوائهم عن غيرهن من غير المسلمات , و قد سعت الجماعات الي فرض الحجاب بالاكراه و التعنت كشارة يظهرون بها انتشار نفوذهم دون الاهتمام بالجوهر
و قد ساعدهم عوامل اقتصادية منها ارتفاع اسعار العناية بالشعر...فالعامل الاقتصادي دفع المرأة الي الحجاب وان كان مزركشا و خليعا كأنما الشعر وحده هو العورة و لابد من ان تستر ثم تكون بعد ذلك غطاء لأي تجاوز او فجور